اضطراب القلق العام: كل ما تحتاج معرفته عن اضطراب القلق

يُعَدّ اضطراب القلق العام (Generalized Anxiety Disorder – GAD) واحدًا من أكثر أنواع اضطرابات القلق انتشارًا في العالم، والذي يظهر من الأصل على شكل قلق شديد ومفرط ومستمر، بالإضافة بتميزه بأنه لا يتناسب مع الظروف المسببة له.
بشكل عام يؤثر هذا الاضطراب على جودة الحياة والعلاقات الاجتماعية والقدرة على الأداء المهني والأكاديمي، بحيث يكون الشعور السائد والمتحكم في المصاب هو التوتر والخوف المستمر من أمور حياتية بسيطة ومتعددة.
تعريف اضطراب القلق العام:
رسميًا يعرف اضطراب القلق العام استنادًا إلى American Psychiatric Association بالإضافة إلى عدد من وزارات الصحة العربية المختلفة كالتالي:
اضطراب القلق العام هو حالة نفسية تتميز بالقلق المفرط والمستمر لأكثر من ستة أشهر حول العديد من الأمور اليومية (وظيفية، صحية، مالية، إلخ) دون وجود مبرر حقيقي لهذا القلق أو مع عدم قدرة المريض على السيطرة عليه. {1} – {2}
انتشار المرض في الوسط العربي:
الكثير من الناس الى يومنا هذا لا يؤمن بمصداقية الامراض النفسية ولا يعتبرها شيء مؤثر على الواقع، لكن الحقيقة هي العكس، فبحسب احد تقارير منظمة الصحة العالمية:
“الاضطرابات النفسية والعصبية تساهم بأكثر من 14% من العبء العالمي للأمراض، حيث يشكل اضطراب القلق العام لوحده نسبة لا يستهان منها”
والذي يؤكد على خطورة الامراض النفسية وانعكاسها سلبا على ارض الواقع.
ففي السنوات الخمس السابقة أظهرت الاضطرابات النفسية تزايد كبير في العالم ومن ضمنها مناطق الشرق الأوسط، كما وزاد بحث واهتمام الافراد والمؤسسات العلمية والحكومية في الصحة النفسية في السنوات الاخيرة بشكل متزايد مما أدى الى اظهار أرقام صادمة عن الصحة النفسية المتوقعة في الوسط العربي، حيث تشير اخر مراجعة بحثية تمت بعام 2023 أن متوسط انتشار اضطراب القلق العام الحالي في الشرق الأوسط يبلغ 10.3%، طبعا مع اختلافات طفيفة بين الدول العربية في المنطقة، واذا نظرنا الى هذا الرقم فهو رقم مرعب ويشير الى قلة الوعي في الاضرار النفسية وواقعية تأثيرها على حياتنا اليومية، والذي يتطلب جهود دولية ومجتمعية لرفع الوعي في شؤون الصحة النفسية. {3} – {4}
أعراض اضطراب القلق العام:
تتركز أهم اعراض اضطراب القلق العام على جانبين، نفسي وجسدي، قد تعتبر الاعراض عامة اذا وجدت بشكل منفصل ولكن في حالة وجود عدد كبير منها دفعة واحدة ولفترات طويلة يزداد الشك بالاصابة باضطراب القلق العام تحديدا، واشهر هذه الاعراض كالتالي:
1- أعراض نفسية:
- قلق مفرط لأكثر من ستة أشهر
- صعوبة التحكم بالقلق
- صعوبة التركيز والشعور بفراغ ذهني
- توقع دائم للاسوء فقط
- التفكير المفرط والمستمر
2- أعراض جسمية:
- توتر وارهاق عضلي
- صداع متكرر
- اضطرابات النوم (أرق أو نوم متقطع)
- تعب عام وإرهاق سريع وسهولة التعب
- خفقان القلب وضيق التنفس
أسباب القلق العام والعوامل المساهمة به:
يعتبر اضطراب القلق العام اضطراب مزاجي عام، وبالتالي لا يمتلك اسبابا مباشرة محددة مثل الامراض العضوية التي اعتدنا عليها، ولكن أغلب الدراسات توضح تداخل العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية معا في تكوين هذا الاضطراب
1- العوامل البيولوجية
من الجانب البيولوجي تعتبر الوراثة أحد الأسباب الأكثر تأثيرًا على نسبة الإصابة باضطراب القلق العام، بحيث إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى يعاني قلقاً مزمناً تزداد نسبة الإصابة باضطراب القلق وراثيًا، كما وتعتبر الاختلالات الهرمونية في النواقل العصبية وخصيصًا في مستويات السيروتونين والنورإيبينفرين مساهم شديد في زيادة القلق بشكل عام. {5}
2- العوامل النفسية
من الجانب النفسي تعتبر الشخصيات الحساسة أعلى نسبة في الإصابة باضطراب القلق العام من غيرها، بالإضافة الى الأفراد الذين تعرضوا لصدمات أو ضغوط شديدة أو طفولة صعبة، فالضغوط النفسية المتكررة ترفع احتمالة الإصابة المستقبلية بالقلق بشكل عام.
3- العوامل البيئية
من الجانب البيئي والذي يعتبر اكبر عامل في نسبة الإصابة باضطراب القلق العام، فمثلا ضغوط العمل والديون والمشاكل الأسرية المتكررة والأحداث الصادمة مثل الإنفصال والفقدان والحروب، كل ما ذكر يعتبر أسباب بيئية تؤثر بشدة على قابلية الفرد للإصابة باضطراب القلق العام.
طرق العلاج من الاضطراب:
تتكون طرق العلاج الاساسية لاضطراب القلق العام من اربعة اساليب علاجية:
1- العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
ويعتبر العلاج المعرفي السلوكي الجوهرة الاساسية في علاج اضطراب ما بعد الصدمة، بحيث انه يهدف إلى تعديل الأنماط الفكرية المولدة للقلق وتعلم تقنيات الاسترخاء. {6} – {7} – {8}
2- العلاج بالتعرض المنهجي
وهو من الاساليب المتبعة للدرجات المتوسطة من القلق، حيث تدريجياً يواجه المريض مواقف تخيفه تحت إشراف المعالج لتخفيف حساسية القلق والتخلص تدريجيا من اضطراب القلق العام بشكل نهائي وجذري.
3- العلاج الدوائي
ويعتبر الاسلوب الدوائي ضروريا الى حد ما في درجات الاضطراب المرتفعة، حيث يعطى المريض ادوية بكميات مراقبة من مضادات الاكتئاب – البنزوديازيبينات، وهو بهدف التهدئة واسترجاع مستقبلات السيروتونين والنورإيبينفرين لوضعها الطبيعي. {9}
4- التدخلات الداعمة
يعتبر الأسلوب الداعم من الأدوات المساندة للعلاج، والتي تسهل وتسرع العلاج وتقي من الإصابة به مجددا، ومن اهم هذه الأساليب الداعمة:
- تمارين الاسترخاء: التنفس البطني، الاسترخاء العضلي التدريجي.
- اليوغا والتأمل: تساهم في تحسين التحكم بالضغوط.
- الدعم الاجتماعي والمجموعات العلاجية: مشاركة التجارب مع آخرين يقلل من الشعور بالوحدة.
اضطراب القلق العام هو حالة معقدة تتداخل فيها العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية، ويؤثر بشكل كبير على مجرى حياة الأفراد. باتباع مسار تشخيصي دقيق وعلاج علمي مثل العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الدوائي عند الحاجة يصبح تحسين الاوضاع النفسية والمعيشية ممكنا.
فإذا كنت أو أحد معارفك يعاني أعراضاً مشابهة للتي ذكرناها ننصح بشدة بالاتي:
- 1-البحث بشكل معمق في مدونتنا لفهم اعمق عن المرض والية التعامل معه
- 2-استشارة اخصائي نفسي او طبيب نفسي في حال تبين الحاجة لذلك
- 3-في حالة تعكر سير العلاج يمكنك البحث عن اقرب برنامج علاج سلوكي معرفي (CBT) محلي في بلدك في المراكز الصحية العامة او النفسية
- 4-المتابعة الدائمة للحالة النفسية والانضباط في تلقي العلاج والجدية في متابعة الاعراض والتحسن
ماذا يقدم موقع سيكولوجي بالعربي؟
يقدم علاج رسمي لجميع الاضطرابات النفسية او الامراض النفسية بأيدي مستشارين الموقع المختصين
Pingback: أكبر 4 أسباب خفية للإصابة بالقلق | سيكولوجي بالعربي