سيكولوجي بالعربي

جميع أنواع الفصام في الشخصية

الفصام (Schizophrenia) هو أحد أكثر الامراض النفسية تعقيدًا وإثارة للجدل، حيث لا يمثل مرضًا واحدًا محدد المعالم، بل هو طيف واسع من المتلازمات النفسية-العصبية التي تؤثر بعمق على التفكير، والإدراك، والانفعال، والسلوك. يتميز هذا الاضطراب بوجود ما يسمى بالأعراض الإيجابية مثل الهلاوس السمعية والبصرية، الأوهام بجميع أشكالها، اضطراب الكلام والتفكير غير المنطقي، إلى جانب الأعراض السلبية التي تشمل الانسحاب الاجتماعي، ضعف الإرادة، فقدان الطموح، والبرود العاطفي، مما يؤدي إلى تآكل تدريجي في القدرة على التكيف مع متطلبات الحياة اليومية.

وقد مرّ الفصام عبر التاريخ بتفسيرات متعددة، من اعتباره مسًّا روحانيًا في الثقافات القديمة، إلى كونه خللًا دماغيًا في النظريات الطبية الحديثة. الطب النفسي الكلاسيكي (DSM-IV, ICD-10) صنّف الفصام إلى أنواع فرعية (بارانويدي، كاتاتوني، غير مميز، بسيط…) لمحاولة فهم تباين مظاهره السريرية، بينما التصنيفات الأحدث مثل DSM-5 و ICD-11 تخلّت عن هذه الفروع الصارمة، معتبرة الفصام طيفًا ديناميكيًا من الأعراض يتباين شدتها وشكلها من شخص لآخر.

وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن الفصام يصيب نحو 1% من سكان العالم، بنسبة متقاربة بين الجنسين، وغالبًا ما يبدأ في أواخر المراهقة وبداية مرحلة الشباب (بين 15–30 عامًا). ورغم أن العوامل الوراثية والبيولوجية تلعب دورًا محوريًا في نشوئه، إلا أن البيئة، الضغوط النفسية، وتعاطي بعض المواد (مثل الحشيش والمواد المنبهة) يمكن أن تسهم في ظهوره أو زيادة شدته.

1- الفصام البارانويدي (Paranoid Schizophrenia)

أ- السمات الأساسية:

  • أوهام اضطهاد (Persecutory Delusions): اعتقاد راسخ بأن الآخرين يتآمرون عليه، يراقبونه، أو يسعون لإيذائه. قد يظن أن جيرانه يضعون أجهزة تنصت في منزله، أو أن الحكومة تتابعه سرًا.
  • أوهام العظمة (Grandiose Delusions): شعور مبالغ فيه بالأهمية، مثل الاعتقاد بامتلاك قوة خارقة، أو أنه نبي مختار، أو عالم سيغيّر البشرية.
  • هلاوس سمعية (Auditory Hallucinations): سماع أصوات داخلية تُعلّق على أفعاله، تنتقده، تحاوره، أو تأمره بسلوكيات معينة (قد تكون خطيرة أحيانًا).
  • التفكير: غالبًا ما يكون منظمًا نسبيًا مقارنة بأنواع أخرى من الفصام، لكنه ملوَّن وموجّه بالأوهام والهلاوس.
  • الجانب العاطفي: يحافظ في كثير من الحالات على قدرة عاطفية أفضل، فيُظهر انفعالات حقيقية (غضب، قلق، فرح)، بخلاف الأنواع الأكثر “مسطحة” عاطفيًا.
  • السلوك: قد يتسم بالريبة والعدوانية إذا اعتقد أن تهديدًا خارجيًا يطارده بالفعل.

ب- السمات السريرية:

  • يبدأ غالبًا في سن متأخر نسبيًا مقارنة بالأنواع الأخرى (بين 20–35 عامًا).
  • يظل المريض قادرًا على التواصل الاجتماعي الجزئي والحفاظ على بعض الأنشطة اليومية، لكن بمرور الوقت قد تتفاقم الأوهام وتصبح الحياة اليومية محكومة بها.
  • المرضى البارانويديون عادةً أكثر وعيًا بالذات من غيرهم، مما قد يؤدي إلى صراع داخلي شديد بين محاولتهم إخفاء أفكارهم الغريبة ورغبتهم في الحديث عنها.

ج- المخاطر المحتملة:

  • عدوانية موجّهة: إذا شعر أن الآخرين يشكلون تهديدًا حقيقيًا وفق أوهامه، قد يتصرف بعنف دفاعًا عن نفسه.
  • الانتحار: الأصوات الداخلية قد تدفعه لإيذاء نفسه (“أوامر انتحارية”).
  • الانعزال الاجتماعي: نتيجة انعدام الثقة بالآخرين، قد يبتعد تدريجيًا عن المجتمع.

د- الجوانب العصبية:

  • نشاط غير طبيعي في الفص الصدغي الأيسر (Left Temporal Lobe): مسؤول عن معالجة اللغة والأصوات، يفسر شيوع الهلاوس السمعية لدى المرضى.
  • اضطراب الدوبامين (Dopamine Dysregulation): فرط نشاط في المسارات الميزوليمبية (Mesolimbic Pathway) يسبب الأوهام والهلاوس، بينما قد يكون هناك قصور جزئي في المسارات الميزوقشرية (Mesocortical Pathway) المرتبطة بالوظائف التنفيذية.
  • التوصيل العصبي غير المتناسق (Dysconnectivity): ضعف في الاتصال بين الفص الجبهي، اللوزة الدماغية، والفص الصدغي، ما يفسر صعوبة معالجة الانفعالات واتخاذ القرارات.
  • الهيكل الدماغي: بعض الدراسات أظهرت انكماشًا محدودًا في مناطق الفص الجبهي واللوزة الدماغية، لكنه أقل وضوحًا مقارنة بأنواع أخرى من الفصام.

ه- الجوانب النفسية:

  • الأوهام واضطراب التفكير: المريض يميل إلى ربط أحداث غير مترابطة بعقلانية مضطربة، وغالبًا ما يفسرها على أنها مؤامرات أو تهديدات شخصية.
  • خلل الهوية: شعور مستمر بالريبة، فقدان الثقة بالآخرين، وصعوبة في الحفاظ على إدراك ثابت للذات.
  • العجز الانفعالي: المشاعر قد تكون متقلبة، بين الغضب والخوف، أو سطحية أحيانًا.
  • ضعف المهارات الاجتماعية: صعوبة في فهم نوايا الآخرين أو التفاعل بشكل طبيعي، مما يؤدي غالبًا إلى العزلة أو الصراع الاجتماعي.
  • الإدراك الذاتي: غالبًا ما يفتقر المريض إلى وعي كافٍ بمرضه (Poor Insight)، مما يعقد الالتزام بالعلاج.

و- الاستجابة للعلاج:

  • غالبًا يستجيب بشكل نسبي إلى الأدوية المضادة للذهان (مثل ريسبيريدون، أولانزابين، كويتيابين).
  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT for psychosis): يساعد المريض على التعامل مع الأفكار الوهامية دون تعزيزها.
  • يحتاج إلى خطة طويلة الأمد للسيطرة على الانتكاسات، إذ أن الأعراض قد تعود عند التوقف عن العلاج.

و- نقاط إضافية:

  • يُعدّ أكثر الأنواع شيوعًا من الفصام.
  • المرضى غالبًا ما يبدون “أكثر ذكاءً اجتماعيًا” مقارنة بأنواع أخرى، لكنهم أسرى للأوهام.
  • في بعض الحالات التاريخية، ارتبط الفصام البارانويدي بمشاهير ارتكبوا جرائم كبيرة بدافع أوهام اضطهاد أو أوامر سمعية.

2- الفصام البسيط (Simple Schizophrenia)

أ- السمات الأساسية:

  • يتميز بظهور أعراض سلبية بطيئة التطور بشكل تدريجي على مدار السنوات، مثل الانسحاب الاجتماعي، فقدان الحافز، والتبلد العاطفي، دون نوبات حادة من الهلاوس أو الأوهام كما في الفصام المتبقي أو البارانويدي.
  • المريض يبدو هادئًا ومستقرًا من الخارج، لكن هناك تدهور مستمر في الأداء النفسي والاجتماعي.
  • غالبًا يبدأ في سن المراهقة أو أوائل العشرينات ويستمر بشكل تدريجي دون مراحل حادة واضحة.
  • السلوك اليومي متراجع: ضعف المبادرة، قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية، ضعف الإنجاز الدراسي أو المهني.

ب- السمات السريرية:

  • الأعراض الإيجابية: غائبة أو قليلة جدًا، لا تظهر هلاوس أو أوهام منظمة.
  • الأعراض السلبية: مهيمنة – تشمل البرود العاطفي، قلة الكلام، صعوبة في التعبير عن الرغبات أو المشاعر، انسحاب اجتماعي كامل.
  • القدرات المعرفية: بطء عام في التفكير، ضعف التركيز والانتباه، صعوبة في التخطيط والتنظيم.
  • التفاعل الاجتماعي: محدود جدًا، المريض غالبًا يقتصر تواصله على أفراد الأسرة، ويفشل في الحفاظ على علاقات أوسع.
  • الأداء اليومي: انخفاض ملحوظ في القدرة على إدارة الحياة الشخصية أو المهنية، غالبًا يعتمد على الآخرين.

ج- المخاطر المحتملة:

  • العجز المزمن: فقدان القدرة على الدراسة والعمل بشكل مستمر.
  • الإعاقة الاجتماعية: صعوبة تكوين صداقات أو الاندماج في المجتمع.
  • الاكتئاب والقلق: نتيجة الشعور المستمر بالفراغ وفقدان الهدف.
  • الإهمال الذاتي: قلة الاهتمام بالصحة والتغذية والنظافة.
  • ضعف الأداء المهني والتعليمي: غالبًا ينقطع المريض عن الدراسة أو العمل قبل بلوغ مرحلة النضج.

د- الجوانب العصبية:

  • القشرة الجبهية: انخفاض النشاط يؤدي إلى ضعف التنظيم والتخطيط والوظائف التنفيذية.
  • الدوائر الميزوقشرية: نقص نشاط الدوبامين مرتبط بالأعراض السلبية المزمنة.
  • الحُصين: قد يظهر ضمور طفيف يؤدي إلى تراجع القدرة على التعلم والذاكرة.
  • اختلال الاتصال العصبي (Dysconnectivity): ضعف التواصل بين مناطق الدماغ المسؤولة عن الانفعال والتفاعل الاجتماعي.

ه- الجوانب النفسية:

  • فقدان الحافز والدافع: المريض يبدو غير مبالٍ بمستقبله أو بمحيطه.
  • ضعف الهوية الذاتية: شعور بالفراغ الداخلي وعدم الاستقرار النفسي.
  • العجز الانفعالي: البرود العاطفي وغياب القدرة على التعبير عن المشاعر.
  • ضعف التكيف الاجتماعي: صعوبة في التفاعل أو فهم الآخرين، يعتمد على الأسرة أو القليل من المحيطين.

و- الاستجابة للعلاج:

  • الأدوية المضادة للذهان غير فعالة غالبًا لأن الأعراض الإيجابية شبه غائبة.
  • برامج العلاج النفسي-التأهيلي ضرورية لإعادة تدريب المهارات الاجتماعية والوظيفية.
  • الدعم الأسري والاجتماعي المكثف يمكن أن يبطئ التدهور ويقلل من العزلة.
  • التحسن يكون تدريجيًا وطويل الأمد، وغالبًا لا يصل إلى مرحلة الاستقلال الكامل.

و- نقاط إضافية:

  • الفصام البسيط أبطأ تطورًا من الفصام المتبقي، لكنه قد يؤدي إلى عجز طويل الأمد مشابه.
  • غالبًا لا يثير القلق في المراحل المبكرة لأنه يفتقر إلى الأعراض الإيجابية الحادة، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص.
  • يحتاج إلى دعم نفسي واجتماعي مستمر للحفاظ على حد أدنى من التكيف والوظائف اليومية.
  • يُظهر بوضوح أن الفصام ليس دائمًا مرتبطًا بالأعراض الذهانية، وأن الأعراض السلبية وحدها يمكن أن تؤدي إلى عجز كبير.
  • التدهور غالبًا تدريجي ويستمر طوال الحياة إذا لم يُراعى التدخل المبكر والدعم المستمر.

3- الفصام غير المنظم (Disorganized / Hebephrenic Schizophrenia)

أ- السمات الأساسية:

  • تفكير مفكك: جمل غير مترابطة، صعوبة في تكوين تسلسل منطقي.
  • كلام غير مفهوم (Word Salad): خليط عشوائي من الكلمات.
  • سلوك طفولي أو سخيف: ضحك غير مبرر، حركات عبثية.
  • مشاعر سطحية أو غير ملائمة: إظهار عواطف لا تتناسب مع الموقف.
  • الجانب العاطفي: فقدان التوافق الوجداني (Incongruent Affect).
  • الإهمال الحياتي: فقدان الاهتمام بالنظافة، الطعام، المظهر.

ب- السمات السريرية:

  • الظهور المبكر: غالبًا في المراهقة أو بداية العشرينات.
  • القدرات المعرفية: الذاكرة والانتباه قد تكون جزئيًا محفوظة، لكن التفكير غير المنظم يطغى.
  • التفاعل الاجتماعي: فوضوي وضعيف، المريض غالبًا منعزل أو يتصرف بشكل غير مقبول اجتماعيًا.
  • الرعاية الذاتية: مهملة بشكل كبير، ما يجعل المريض بحاجة لرعاية مستمرة.

ج- المخاطر المحتملة:

  • العجز الوظيفي المزمن: فقدان القدرة على الدراسة أو العمل مبكرًا.
  • العزلة الاجتماعية: تدهور الروابط الأسرية والاجتماعية.
  • سوء التغذية أو الإهمال الصحي: نتيجة فقدان العناية بالنفس.
  • زيادة خطر العدوى والأمراض الجسدية: بسبب الإهمال في النظافة والرعاية الصحية.
  • المضاعفات النفسية: اكتئاب، قلق، أو ميول انتحارية.
  • الحاجة للرعاية الطويلة الأمد: سواء أسرية أو مؤسسية، ما يشكل عبئًا على العائلة والمجتمع.

د- الجوانب العصبية:

  • خلل في الفص الجبهي (Prefrontal Cortex): المسؤول عن التنظيم والتخطيط والوظائف التنفيذية.
  • اضطراب الدوبامين: فرط نشاط في المسارات الميزوليمبية (يسبب الأعراض الإيجابية مثل الاضطراب الفكري)، وقصور في المسارات الميزوقشرية (يسبب الأعراض السلبية مثل البرود العاطفي).
  • انكماش حجم الدماغ: بعض الدراسات بالتصوير الوظيفي (fMRI) تظهر ضمورًا في مناطق الفص الأمامي واللوزة الدماغية.
  • اختلال الاتصال العصبي (Dysconnectivity): ضعف في التواصل بين مناطق الدماغ المسؤولة عن الانفعال والتفكير المنطقي.

ه- الجوانب النفسية:

  • خلل الهوية: المريض يفقد تماسك إدراكه لذاته وللعالم من حوله.
  • التفكير السحري أو غير المنطقي: الربط بين أحداث غير مترابطة.
  • العجز الانفعالي: مشاعر مشوشة، سطحية، أو غير مناسبة.
  • ضعف في المهارات الاجتماعية: صعوبة فهم الآخرين أو التفاعل بشكل طبيعي.
  • الإدراك الذاتي: غالبًا ما يفتقد المريض الوعي بمرضه (Poor Insight).

و- الاستجابة للعلاج:

  • الأدوية المضادة للذهان: استجابة محدودة غالبًا، حيث تقل شدة الأعراض الإيجابية (مثل الاضطراب الفكري) جزئيًا، لكن الأعراض السلبية والانفعالية تبقى مستعصية.
  • العلاج التأهيلي: يشمل التدريب على المهارات الاجتماعية والرعاية الذاتية.
  • الدعم النفسي-الاجتماعي: ضروري لضمان بقاء المريض في بيئة منظمة تحميه من الإهمال.
  • النتائج: عادة أسوأ من البارانويدي، ويؤدي لعجز مزمن طويل الأمد.

و- نقاط إضافية:

  • يظهر عادة في سن المراهقة وبداية العشرينات.
  • أقل شيوعًا من النوع البارانويدي لكنه أكثر إعاقة وظيفية.
  • يتميز بضعف الاستجابة للعلاج الدوائي مقارنة بالأنواع الأخرى.
  • يحتاج المريض إلى دعم نفسي واجتماعي مكثف، وغالبًا لا يستطيع العيش بمفرده.
  • يعتبر من أسوأ الأنواع من حيث التوقع المستقبلي (Prognosis) بسبب العجز الكبير في الأداء الاجتماعي واليومي.

4- الفصام غير المميز (Undifferentiated Schizophrenia)

أ- السمات الأساسية:

  • مزيج من أعراض الفصام البارانويدي، غير المنظم، والكتاتوني، دون انطباق تام لأي نوع منها.
  • اضطراب التفكير: أفكار غير مترابطة أو غير منطقية.
  • هلاوس وأوهام: قد تكون سمعية أو بصرية، لكن غير مهيمنة بشكل واضح مثل البارانويدي.
  • تشوش سلوكي: تصرفات غير مفهومة، أحيانًا طفولية أو عدوانية، وأحيانًا انسحاب كامل.
  • اضطراب العاطفة: قد يظهر المريض ببلادة وجدانية أو بانفعالات غير مناسبة للموقف.
  • الإهمال الحياتي: ضعف في العناية بالنظافة، الطعام، أو المظهر.

ب- السمات السريرية:

  • الظهور: غالبًا في أواخر المراهقة أو بداية البلوغ.
  • الأعراض متغيرة: تظهر نوبات من الهلاوس والأوهام، يليها فترات من اللامبالاة أو الفوضى السلوكية.
  • التفاعل الاجتماعي: شديد الضعف، حيث يميل المريض للعزلة أو يثير نفور الآخرين بسلوكه الغريب.
  • القدرات المعرفية: يعاني من ضعف في التركيز والانتباه مع عجز في التفكير المنظم.
  • الرعاية الذاتية: مهملة غالبًا، ما يجعل المريض بحاجة لإشراف ورعاية يومية.

ج- المخاطر المحتملة:

  • العجز الوظيفي: فقدان القدرة على الاستمرار في التعليم أو العمل.
  • العزلة الاجتماعية: انسحاب كامل من التفاعل الأسري والمجتمعي.
  • اضطرابات جسدية ثانوية: سوء تغذية، جفاف، أو أمراض بسبب الإهمال الصحي.
  • زيادة احتمالية السلوك العدواني أو الانتحاري: خاصة أثناء نوبات الهلاوس أو الأوهام.
  • الحاجة لرعاية مؤسسية طويلة الأمد: خصوصًا عند فشل الدعم الأسري.

د- الجوانب العصبية:

  • اختلال الدوبامين: مشابه للأنواع الأخرى، مع فرط نشاط في المسارات الميزوليمبية وضعف في المسارات الميزوقشرية.
  • خلل في الفصوص الجبهية والصدغية: مسؤول عن ضعف التنظيم والسلوك غير المتماسك.
  • تشوهات دماغية دقيقة: بعض الدراسات تشير إلى توسع البطينات الدماغية وصغر حجم المادة الرمادية.
  • ضعف الشبكات العصبية: خاصة في الربط بين الجهاز الحوفي (العاطفي) والقشرة المخية (التفكيرية).

ه- الجوانب النفسية:

  • فقدان الهوية الشخصية: المريض لا يتمكن من تكوين تصور واضح عن ذاته.
  • تذبذب الأعراض: يعيش بين فترات من الأوهام والهلاوس وفترات من الجمود أو الانسحاب.
  • اضطراب الانفعال: إما بلادة وجدانية أو عواطف مشوشة وغير متناسبة.
  • صعوبات إدراكية: ضعف في الانتباه، الذاكرة العاملة، والقدرة على حل المشكلات.
  • انعدام البصيرة المرضية (Poor Insight): المريض غالبًا لا يعترف بوجود اضطراب.

و- الاستجابة للعلاج:

  • الأدوية المضادة للذهان: قد تقلل من حدة الأعراض الإيجابية (هلاوس، أوهام)، لكن الاستجابة عامةً غير مستقرة.
  • العلاج النفسي التأهيلي: ضروري لتحسين المهارات الاجتماعية والاعتماد على النفس.
  • الدعم الأسري والمجتمعي: يشكل عاملًا حاسمًا في منع الانتكاس.
  • التوقعات المستقبلية (Prognosis): عادةً أسوأ من النوع البارانويدي، وقريبة من الفصام غير المنظم، مع عجز وظيفي طويل الأمد.

و- نقاط إضافية:

  • يُشخّص هذا النوع عندما لا تنطبق بدقة معايير البارانويدي، الكتاتوني، أو غير المنظم.
  • يشكّل تحديًا للطبيب النفسي بسبب غموض الصورة السريرية.
  • غالبًا ما يتطلب خطط علاجية متعددة الجوانب تشمل الدواء، العلاج النفسي، والدعم الأسري المكثف.
  • نسبة الإصابة أقل من البارانويدي، لكنها أكثر شيوعًا من الفصام الكتاتوني.

5- الفصام المميز (Distinctive Schizophrenia)

أ- السمات الأساسية:

  • يتميز بوجود أعراض فصامية واضحة ومحددة (هلاوس، أوهام، اضطراب التفكير، سلوك غير منظم)، لكنها تظهر بنمط مميز وواضح يختلف عن الأنواع الأخرى (كالبارانويدي أو الكتاتوني).
  • المريض غالبًا يظهر هوية مرضية واضحة للاضطراب، مع أعراض مستقرة نسبيًا في الطيف الفصامي، ما يسهل التعرف على النوع دون الالتباس مع الأنواع الأخرى.
  • غالبًا يبدأ في سن المراهقة المتأخرة أو أوائل العشرينات، ويظهر نمط مستمر أو متكرر من الأعراض مع تباين محدود في الشدة.
  • السلوك اليومي متأثر بشكل واضح، لكنه أقل اضطرابًا مقارنة بالفصام غير المميز أو المتمايز، ويُظهر المريض نمطًا ثابتًا نسبيًا من الانسحاب الاجتماعي أو الاضطراب الفكري.

ب- السمات السريرية:

  • الأعراض الإيجابية: هلاوس منظمة وأوهام ثابتة (مثل الأوهام الاضطهادية أو العظمة)، اضطراب واضح في التفكير والكلام.
  • الأعراض السلبية: قد تظهر بدرجة أقل من النوع المتبقي، لكنها تشمل انسحابًا اجتماعيًا محدودًا، ضعف المبادرة، وبرودًا عاطفيًا خفيفًا.
  • القدرات المعرفية: بعض البطء في التفكير، لكن مع قدرة نسبية على التركيز والتخطيط مقارنة بالفصام غير المميز.
  • الأداء اليومي: المريض يحتاج إلى بعض الدعم، لكنه قادر غالبًا على إدارة أنشطة يومية محدودة والحفاظ على مهام أساسية مثل النظافة والطعام.

ج- المخاطر المحتملة:

  • العجز الوظيفي: أقل حدة من الأنواع الأخرى، لكنه يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في العمل أو الدراسة إذا لم يتم التدخل المبكر.
  • الإعاقة الاجتماعية: الانسحاب الاجتماعي محدود نسبيًا، لكنه موجود وقد يمنع تكوين علاقات عميقة ومستقرة.
  • المخاطر النفسية: الاكتئاب أو القلق نتيجة إدراك المريض لوجود اضطراب ثابت في نمط حياته.
  • الإهمال الذاتي: محدود، ويظهر غالبًا عند شدة الأعراض الإيجابية أو الانتكاسات.

د- الجوانب العصبية:

  • القشرة الجبهية (Prefrontal Cortex): اضطراب جزئي في الوظائف التنفيذية والتخطيط، يفسر بعض صعوبات التكيف.
  • الدوائر الميزوليمبية والميزوقشرية: خلل معتدل في الدوبامين مرتبط بالأعراض الإيجابية والنفسية.
  • الحُصين (Hippocampus): قد يظهر ضمور خفيف يؤثر على الذاكرة والتعلم، لكنه أقل وضوحًا مقارنة بالفصام المتبقي.
  • اختلال الاتصال العصبي (Dysconnectivity): ضعف نسبي في التواصل بين المناطق المسؤولة عن الانفعال والتفكير المنطقي.

ه- الجوانب النفسية:

  • الهوية الذاتية: المريض يحتفظ بدرجة من التماسك الذاتي، لكنه قد يواجه صعوبة في التكيف مع المواقف الاجتماعية المعقدة.
  • العجز الانفعالي: برود عاطفي محدود، مع ظهور مشاعر مناسبة في المواقف الاجتماعية.
  • ضعف التكيف الاجتماعي: موجود بشكل معتدل، يحتاج أحيانًا إلى دعم الأسرة أو المعالجين لتثبيت السلوك الاجتماعي.
  • الإدراك الذاتي: غالبًا جيد نسبيًا، ما يساعد على الالتزام بالعلاج وتقليل الانتكاسات.

و- الاستجابة للعلاج:

  • الأدوية المضادة للذهان فعالة نسبيًا في السيطرة على الهلاوس والأوهام المميزة.
  • التحسن الوظيفي والاجتماعي ممكن عند الجمع بين العلاج الدوائي وبرامج التأهيل النفسي والسلوكي.
  • الدعم الأسري والاجتماعي حاسم لتثبيت التحسن والحد من الانتكاسات.
  • التحسن يكون أفضل مقارنة بالفصام غير المميز أو المتمايز بسبب وضوح النمط واستقرار الأعراض.

و- نقاط إضافية:

  • الفصام المميز يعكس نوعًا واضحًا ومستقرًا من الفصام يمكن تشخيصه بدقة أكبر من الأنواع الأخرى المتداخلة.
  • مرتبط بتطور أقل حدة في العجز الاجتماعي مقارنة بالفصام المتبقي أو غير المميز.
  • الانتكاسات أقل تواترًا إذا كان هناك التزام بالعلاج والدعم الاجتماعي.
  • يُظهر بوضوح الفصل بين الأعراض الإيجابية المميزة والعجز النفسي المعتدل، مما يجعله أسهل في التعامل السريري والتأهيلي.

6- الفصام المتمايز او التطابقي (Residual Schizophrenia)

أ- السمات الأساسية:

  • وجود أعراض فصامية متبقية (انسحاب اجتماعي، ضعف الإرادة، البرود العاطفي، صعوبة في التخطيط والاندماج الاجتماعي)، مع غياب أو خفوت الأعراض الإيجابية البارزة مثل الهلاوس والأوهام المنظمة.
  • قد يظهر المريض مزيجًا خفيفًا من السمات الإيجابية المتفرقة (هلاوس بسيطة أو أوهام ضعيفة)، لكنها ليست قوية كما في الفصام البارانويدي أو غير المنظم.
  • الاضطراب غالبًا متدرج وبطيء، ويستمر لسنوات بعد مرحلة حادة سابقة من المرض، ما يجعل المريض يبدو “هادئًا” مقارنة بالمراحل النشطة، لكنه يعاني من عجز اجتماعي ونفسي عميق.

ب- السمات السريرية:

  • الأعراض الإيجابية: محدودة أو غائبة تقريبًا، تظهر أحيانًا على شكل هلاوس متفرقة أو أوهام ضعيفة غير منظمة.
  • الأعراض السلبية: مهيمنة، تشمل انسحاب اجتماعي كامل، البرود العاطفي، ضعف المبادرة، وفقر الكلام (Poverty of Speech).
  • القدرات المعرفية: بطء في التفكير، صعوبة في التركيز والانتباه، ضعف التخطيط واتخاذ القرارات.
  • الأداء اليومي: محدود، المريض غالبًا يحتاج لدعم أسري أو مؤسسي لإدارة المهام الأساسية مثل النظافة والطعام والالتزامات الاجتماعية.

ج- المخاطر المحتملة:

  • العجز المزمن: فقدان القدرة على العمل أو الدراسة، وصعوبة التكيف مع الحياة اليومية.
  • الإعاقة الاجتماعية: تدهور العلاقات الأسرية والاجتماعية، عزلة مطلقة أحيانًا.
  • الإهمال الذاتي: يؤدي إلى سوء تغذية، تدهور النظافة الشخصية، وزيادة خطر الأمراض الجسدية.
  • الاكتئاب والقلق: نتيجة الوعي الجزئي بمدى ضعف الأداء الاجتماعي والشعور بالفراغ الداخلي.

د- الجوانب العصبية:

  • القشرة الجبهية (Prefrontal Cortex): ضعف في الوظائف التنفيذية، التخطيط واتخاذ القرارات، ما يفسر البطء في التفكير وصعوبة التكيف.
  • الحُصين (Hippocampus): ضمور خفيف مرتبط بالضعف في الذاكرة والتعلم.
  • اختلال توازن النواقل العصبية: اضطراب الدوبامين والسيروتونين يؤثر على استقرار المزاج والتفاعل الاجتماعي.
  • اختلال الاتصال العصبي (Dysconnectivity): ضعف التواصل بين المناطق المسؤولة عن الانفعال والتفكير المنطقي، ما يزيد من العجز في الأداء الاجتماعي.

ه- الجوانب النفسية:

  • ضعف الهوية الذاتية: شعور بالفراغ وفقدان الاستقرار النفسي.
  • العجز الانفعالي: برود عاطفي وفقر في التعبير عن المشاعر والرغبات.
  • ضعف التكيف الاجتماعي: صعوبة فهم الآخرين أو التفاعل معهم، اعتماد كبير على الأسرة.
  • الإدراك الذاتي: غالبًا محدود، ما يزيد من صعوبة الالتزام بالعلاج والوقاية من الانتكاسات.

و- الاستجابة للعلاج:

  • الاستجابة متوسطة، الأدوية المضادة للذهان تساعد على السيطرة على أي أعراض إيجابية متفرقة، لكنها لا تؤثر على الأعراض السلبية بشكل كبير.
  • برامج التأهيل السلوكي والاجتماعي ضرورية للحفاظ على الحد الأدنى من التكيف اليومي.
  • الدعم النفسي والاجتماعي المكثف ضروري لتجنب الانتكاسات والإهمال الذاتي.

و- نقاط إضافية:

  • يُشخص عادة بعد نوبات فصامية سابقة، عندما تهدأ الأعراض الإيجابية ويبقى “ظل” المرض السلبي.
  • يعتبر من الأنواع الأكثر ارتباطًا بالعجز المزمن طويل الأمد.
  • التحسن ممكن نسبيًا عند توفر دعم اجتماعي قوي وعلاج مستمر.
  • نسبة الانتكاسات عالية إذا توقف العلاج، حتى مع غياب الأعراض الإيجابية الحادة.
  • يظهر بوضوح التباين بين السيطرة على الأعراض الإيجابية وعجز الأدوية عن معالجة الأعراض السلبية المزمنة.

7- الفصام العاطفي او الفصام الفندي (Schizoaffective Disorder)

أ- السمات الأساسية:

  • يُعرف بأنه حالة وسيطة بين الفصام والاضطرابات المزاجية، حيث يظهر لدى المريض أعراض ذهانية مشابهة للفصام (هلاوس، أوهام، اضطراب التفكير) مع نوبات مزاجية واضحة (اكتئاب أو هوس).
  • قد تتداخل الأعراض الذهانية مع تقلبات المزاج، بحيث تكون فترات الهلاوس أو الأوهام مصحوبة بحزن عميق أو نوبات فرح مفرطة.
  • غالبًا يبدأ في سن المراهقة أو أوائل العشرينات، ويتميز بتقلبات طويلة المدى بين فترات الاستقرار والنوبات المزاجية-الذهانية.
  • السلوك اليومي متقلب: أحيانًا نشط ومنتج خلال فترات المزاج المرتفع، وأحيانًا منسحب وعاجز خلال فترات الاكتئاب أو شدة الأوهام.

ب- السمات السريرية:

  • الأعراض الإيجابية: هلاوس سمعية أو بصرية، أوهام اضطهاد أو عظمة، اضطراب في التفكير والكلام.
  • الأعراض السلبية: انسحاب اجتماعي، البرود العاطفي، ضعف المبادرة، خاصة خلال فترات المزاج السلبي.
  • القدرات المعرفية: ضعف التركيز، صعوبة في اتخاذ القرارات، بطء في التخطيط أثناء النوبات المزاجية السلبية.
  • التفاعل الاجتماعي: متقلب، يعتمد على شدة الأعراض المزاجية والذهانية، أحيانًا يبدو قادرًا على التواصل، وأحيانًا ينعزل بالكامل.
  • الأعراض المزاجية: نوبات اكتئاب شديدة: حزن مستمر، فقدان الاهتمام، شعور بالذنب، ميول انتحارية.

ج- المخاطر المحتملة:

  • انتكاسات متكررة: بسبب تقلب المزاج وتذبذب الأعراض الذهانية.
  • العجز الاجتماعي المتغير: فترات الانعزال أو سوء التكيف تتكرر مع كل نوبة.
  • المخاطر النفسية: الاكتئاب، القلق، ميول انتحارية خلال فترات المزاج السلبي.
  • تدهور الأداء المهني أو الدراسي: صعوبة الحفاظ على استمرارية العمل أو الدراسة بسبب النوبات المتكررة.
  • الإهمال الذاتي المؤقت: خلال فترات الهوس أو الاكتئاب، قد يهمل المريض صحته ونظافته.

د- الجوانب العصبية:

  • القشرة الجبهية: اضطراب في التنظيم التنفيذي والتخطيط مع تغير نشاطه وفق الحالة المزاجية.
  • الدوائر الميزوليمبية والميزوقشرية: فرط أو نقص في نشاط الدوبامين مرتبط بالأعراض الذهانية والسلبية.
  • الحُصين والمهاد (Hippocampus & Thalamus): اختلال في الذاكرة والتعلم، وتأثر بالضغوط المزاجية.
  • توازن الناقلات العصبية: اضطرابات في الدوبامين، السيروتونين، والنورأدرينالين تسهم في التذبذب المزاجي والأعراض الذهانية.

ه- الجوانب النفسية:

  • الهوية الذاتية: غالبًا مشوشة بسبب تقلب المزاج والأوهام المتكررة.
  • العجز الانفعالي المتغير: البرود العاطفي في الاكتئاب، وفرط الانفعال في الهوس.
  • ضعف التكيف الاجتماعي: التفاعل يعتمد على شدة الأعراض، مع صعوبة الحفاظ على علاقات ثابتة.
  • الإدراك الذاتي: غالبًا المريض يدرك عدم استقراره النفسي، ما يزيد القلق والتوتر الداخلي.

و- الاستجابة للعلاج:

  • الأدوية المضادة للذهان: فعالة في تقليل الهلاوس والأوهام، خاصة عند الجمع مع علاج مزاجي (مثبتات المزاج أو مضادات الاكتئاب).
  • العلاج النفسي-التأهيلي: يركز على تدريب المهارات الاجتماعية وتنظيم الروتين اليومي وتقليل العزلة.
  • العلاج المزاجي: استخدام مثبتات المزاج أو مضادات الاكتئاب ضروري للتحكم بالنوبات المزاجية المتقلبة.
  • الدعم الأسري والاجتماعي: حاسم لتثبيت الاستقرار النفسي والاجتماعي وتقليل الانتكاسات.
  • التحسن يكون أفضل مقارنة بالفصام البسيط أو المتبقي إذا تم الجمع بين العلاج الدوائي والدعم النفسي.

و- نقاط إضافية:

  • الفصام العاطفي يجمع بين الفصام والأمراض المزاجية، لذا غالبًا يكون أكثر قابلية للعلاج من الفصام البسيط أو المتبقي إذا تم الجمع بين العلاج الدوائي والدعم النفسي.
  • يتيح التشخيص المبكر منع تفاقم العجز الاجتماعي والمهني عبر إدارة النوبات المزاجية والسيطرة على الأعراض الذهانية.
  • الانتكاسات شائعة إذا تم إيقاف الأدوية، مما يجعل الالتزام بالعلاج طويل الأمد أمرًا أساسيًا.
  • يعكس هذا النوع طبيعة الطيف الفصامي المزاجي، حيث يمكن أن تتقاطع الأعراض مع الفصام التقليدي أو الاضطرابات المزاجية الشديدة، ما يجعل التشخيص والتقييم النفسي المستمر مهمين جدًا.

الخاتمة

الفصام ليس مجرد مرض نفسي تقليدي، بل هو اضطراب شامل للهوية والعقل والوجدان، يبدّل طريقة إدراك الإنسان لذاته وللعالم من حوله. الأنواع المختلفة للفصام، من البارانويدي إلى البسيط، تكشف أن الاضطراب لا يسير على نمط واحد، بل يتجلى في صور متباينة بين الهلاوس الصاخبة، الجمود الحركي، العاطفة المنطفئة، أو التفكير المفكك.

إن إدراك هذه الأنماط لا يهدف فقط إلى التصنيف الطبي، بل يساعد على بناء فهم أعمق لمعاناة المريض، ورسم خطط علاجية تناسب كل حالة بشكل فردي. فالتشخيص المبكر والدعم الأسري والاجتماعي، إلى جانب العلاج الدوائي والنفسي، يمكن أن يحدّ من التدهور ويمنح المريض فرصة لحياة أكثر استقرارًا.

وفي النهاية، يظل الفصام تذكيرًا بمدى هشاشة التوازن النفسي-العصبي للإنسان، وبأهمية الاستثمار في الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة، ليس فقط لإنقاذ الأفراد من العزلة والمعاناة، بل أيضًا لحماية المجتمعات من تبعات الإهمال والتجاهل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *