سيكولوجي بالعربي

اضطراب نقص الانتباه والتركيز (ADHD / ADD)

اضطراب نقص الانتباه والتركيز (ADHD / ADD)

صورة تعبر عن ADHD

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (Attention Deficit Hyperactivity Disorder – ADHD) أو بدونه (ADD) هو اضطراب نمائي عصبي شائع يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة وقد يستمر حتى البلوغ بدرجات متفاوتة. يتميز بصعوبات أساسية في الانتباه المستمر، ضبط الاندفاعية، وتنظيم السلوك والنشاط الحركي.

تشير الإحصاءات إلى أن معدل انتشار الاضطراب عالميًا يتراوح بين 5–7% عند الأطفال، بينما يُقدَّر أن 2.5–3% من البالغين يستمرون في إظهار الأعراض بدرجات مؤثرة. كما أن الذكور أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالإناث بنسبة تقارب 2:1 في الطفولة، لكن مع البلوغ تقل الفجوة بسبب اختلاف أنماط الأعراض بين الجنسين.

أعراض نقص الانتباه والتركيز

1- أعراض نقص الانتباه

  • صعوبة التركيز في التفاصيل أو ارتكاب أخطاء بسبب الإهمال.
  • التشتت السريع بفعل المؤثرات الخارجية.
  • صعوبة متابعة التعليمات أو إكمال الواجبات.
  • فقدان الأشياء الضرورية بشكل متكرر (مثل الكتب، الأقلام، المفاتيح).
  • تجنّب الأنشطة التي تتطلب جهدًا عقليًا طويل المدى (مثل القراءة الطويلة).
  • كثرة النسيان للمواعيد أو الالتزامات.

2- أعراض فرط النشاط

  • حركة زائدة لا تتناسب مع الموقف (مثل الجري أو التسلق في أوقات غير مناسبة).
  • التململ الدائم أو عدم القدرة على الجلوس بهدوء.
  • الكلام المفرط أو المقاطعة المستمرة للآخرين.
  • صعوبة البقاء جالسًا لفترات طويلة (في الصف أو أثناء الاجتماعات).

3- أعراض الاندفاعية

  • التسرع في الإجابة قبل اكتمال السؤال.
  • صعوبة انتظار الدور في الألعاب أو الصفوف.
  • اتخاذ قرارات متهورة دون التفكير في العواقب (مثل الإنفاق المفاجئ أو المخاطرات).

أسباب نقص الانتباه والتركيز

1- العوامل البيولوجية والعصبية

  • اختلال الناقلات العصبية: انخفاض نشاط الدوبامين والنورأدرينالين، وهما عنصران أساسيان لتنظيم الانتباه والتحفيز والتحكم في الاندفاع.
  • اختلافات دماغية: دراسات التصوير العصبي أظهرت صغر حجم بعض المناطق الدماغية مثل الفص الجبهي الأمامي، العقد القاعدية، والمخيخ.
  • خلل في الاتصال العصبي: ضعف التواصل بين الشبكات العصبية المسؤولة عن الوظائف التنفيذية يؤدي إلى صعوبة في التخطيط، التركيز، وضبط الانفعالات.

2- العوامل الوراثية

  • قوة العامل الوراثي: الأبحاث تشير إلى أن نسبة الوراثة تصل إلى 70–80%، مما يجعلها من أعلى الاضطرابات النفسية تأثرًا بالجينات.
  • دور الجينات: هناك ارتباط بجينات تتحكم في مستقبلات الدوبامين (مثل DRD4 وDAT1).
  • انتقال عائلي: غالبًا ما يُلاحظ الاضطراب في أكثر من فرد بالعائلة (الأشقاء أو الوالدين).

3- العوامل النفسية والاجتماعية

  • البيئة الأسرية: الصراعات المستمرة، غياب الاستقرار الأسري، أو سوء المعاملة قد تفاقم الأعراض.
  • المؤثرات المدرسية: الضغط الأكاديمي أو ضعف التوجيه يزيد من صعوبة التحكم في الانتباه.
  • الحرمان العاطفي: نقص الدعم النفسي والاجتماعي يضاعف فرص تطور السلوكيات الاندفاعية.

4- العوامل البيئية قبل وأثناء الولادة

  • التدخين أو شرب الكحول من قبل الأم أثناء الحمل.
  • تعاطي بعض العقاقير الضارة بالجنين.
  • انخفاض وزن المولود بشكل ملحوظ.
  • التعرض لمواد سامة مثل الرصاص.
  • سوء التغذية في السنوات الأولى.
  • نقص الأكسجين أثناء الولادة.
  • الولادة المبكرة.

هذه العوامل لا تسبب الاضطراب بشكل مباشر، لكنها تزيد شدته وتؤثر في مساره.

طرق علاج نقص الانتباه والتركيز

1- العلاج الدوائي

  • المنشطات العصبية: مثل ميثيلفينيدات (Ritalin, Concerta) أو أمفيتامينات (Adderall).
  • بدائل غير منشطة: مثل Atomoxetine أو Guanfacine.
  • تساعد على تحسين الانتباه وتقليل الاندفاعية، لكن يجب أن تُستخدم تحت إشراف طبي.

2- العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

  • تدريب على إدارة الوقت وتنظيم المهام.
  • استراتيجيات للسيطرة على الاندفاع.
  • تنمية مهارات حل المشكلات.

3- التدخل التربوي والتعليمي

  • خطط تعليم فردية تناسب الطفل.
  • تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة.
  • استخدام المكافآت الإيجابية بدل العقاب.

4- الدعم الأسري والاجتماعي

  • تثقيف الوالدين حول طبيعة الاضطراب.
  • مجموعات دعم للأطفال والأهالي.
  • توفير بيئة مدرسية متفهمة ومرنة.

5- نمط الحياة الصحي

  • النوم المنتظم والكافي.
  • ممارسة الرياضة بانتظام لتفريغ الطاقة.
  • تغذية متوازنة تقلل من السكريات الزائدة.

الخاتمة

اضطراب نقص الانتباه والتركيز (ADHD/ADD) ليس مجرد “تشتت” أو “كسل”، بل هو اختلاف عصبي نمائي معقد يحتاج إلى تشخيص مبكر ودعم مستمر. ورغم التحديات، فإن العلاج المتكامل (دوائي، سلوكي، تربوي) قادر على مساعدة المصاب ليعيش حياة طبيعية وناجحة. ومع ازدياد الوعي المجتمعي، يمكن النظر إلى ADHD/ADD كجزء من التنوع العصبي البشري الذي يضيف إمكانات مختلفة وأساليب تفكير مبتكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *